الخلافة
لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته000 فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة علي
بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ،
سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف )000 في مدة أقصاها ثلاثة أيام من
وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على
اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة (
23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين000
انجازاته
استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال000نَسْخ
القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار000توسيع المسجد الحرام000وقد انبسطت
الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم
، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية000
الفتوحات
فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم
إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم
طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل
الأردن0000وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات
البيزنطيين000
الفتنة
في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد
بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي
مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا
يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر
والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم
نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم
الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند
مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا
شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها
لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام000
استشهاده
وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر
وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي
الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه
من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا
لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ،
ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري )
وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها
لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه
على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن
بالبقيع000وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا000