حادي عشر - سعي المتغلبين في نقل الخلافة إليهم
تدل الأحداث التاريخية على أن انتزاع الخلافة الإسلامية من العرب كان هدفا رمى إليه من خططوا له وسعوا إليه, فمن تأمل في حياة أبي مسلم الخراساني يلوح له بجلاء سعيه في انتزاع الخلافة الإسلامية ونقلها عن طريقه إلى الفرس. فقد استعان بعرب اليمن في قتال نصر بن سيار أمير خراسان للأمويين, وزعيم المضريين.
فلما تغلب على نصر قتل آلافا من العرب المضريين ثم غدر باليمنية الذين آزروه وقتل منهم الكثير حتى أفنى العرب في خراسان وأنهى حكم بني أمية فيها. وقد كافأه أبو العباس السفاح فولاه على خراسان فأقام فيها قواعد الملك بجميع مظاهره, وألف جيشا من الفرس يأتمر بأمره. وقد كشف أبو جعفر المنصور عن نيته, فلما تولى الخلافة قتله .
وكشف الرشيد في خلافته عن نية البرامكة في إحياء دولة الفرس حين ولى الفضل بن يحيى البرمكي على خراسان وحين استوزر أخاه جعفرا. فقد جند الفضل خمسمائة ألف جندي فارسي, جعل ولاءهم له وأرسل عشرين ألفا منهم إلى بغداد ليعرضهم على الخليفة, فأمر الخليفة بحلهم وحل من جندهم الفضل من أهل خراسان وعزل الفضل.
وكان هذا مما أثار الشك في نفس الرشيد وأسخطه على البرامكة, ثم تأكد من نيتهم حين علم أن جعفر البرمكي أفرج عن يحيى بن عبد الله العلوي, وكان الرشيد قد قبض عليه وأودعه عند جعفر, فأفرج عنه جعفر وزوده بمال, وسهل عليه سبيل الخروج من بغداد .
وكان الوزراء الفرس يتشيعون للعلويين ويعملون على نقل الخلافة إليهم, يؤيد ذلك أن المأمون منح ولاية العهد من بعده إلى علي الرضا ابن موسى الكاظم ثامن الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية وزوجه ابنته, وكان ذلك بمساعي وزيره الفضل بن سهل
كذلك سعى البويهيون إلى نقل الخلافة إليهم عن طريق تزويج بناتهم للخلفاء. ففي سنة 364 زوج عز الدولة البويهي ابنته (شاه زمان) من الخليفة الطائع لله وزوجه من بعده عضد الدولة ابنته الكبرى سنة 369هـ .
وفي سنة 383هـ زوج بهاء الدولة البويهي ابنته سكينة من الخليفة القادر بالله . ولما آلت السلطة إلى السلاجقة زوج طغرلبك زعيم السلاجقة, خديجة خاتون ابنة أخيه داود من الخليفة القائم بأمر الله وطمع طغرلبك نفسه بالخلافة فتقدم إلى الخليفة يطلب الزواج من ابنته, فلم يجرؤ الخليفة على الرفض, وتم العقد على ابنته سنة 454هـ على أن تنتقل إلى زوجها في قصره بمدينة (تبريز), ويموت طغرلبك قبل أن تنتقل الزوجة من بغداد .
وقد أراد السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان أن يتزوج من ابنة الخليفة المقتدي بأمر الله فأرسل إليه القاضي محمد بن عبد الرحمن النسوي سنة 478هـ ليخطبها له من أبيها الخليفة, فلما قدم عليه أخبره بما جاء من أجله, ثم نصحه ألا يفعل, فقبل الخليفة نصحه وأبى تزويجها من السلطان. فطلب السلطان أن يتزوج الخليفة ابنته (ماه ملك) فعقد عليها وتزوجها سنة 480هـ ويشاء الله ألا يتحقق ما كان يؤمل السلطان من هذا الزواج
تدل الأحداث التاريخية على أن انتزاع الخلافة الإسلامية من العرب كان هدفا رمى إليه من خططوا له وسعوا إليه, فمن تأمل في حياة أبي مسلم الخراساني يلوح له بجلاء سعيه في انتزاع الخلافة الإسلامية ونقلها عن طريقه إلى الفرس. فقد استعان بعرب اليمن في قتال نصر بن سيار أمير خراسان للأمويين, وزعيم المضريين.
فلما تغلب على نصر قتل آلافا من العرب المضريين ثم غدر باليمنية الذين آزروه وقتل منهم الكثير حتى أفنى العرب في خراسان وأنهى حكم بني أمية فيها. وقد كافأه أبو العباس السفاح فولاه على خراسان فأقام فيها قواعد الملك بجميع مظاهره, وألف جيشا من الفرس يأتمر بأمره. وقد كشف أبو جعفر المنصور عن نيته, فلما تولى الخلافة قتله .
وكشف الرشيد في خلافته عن نية البرامكة في إحياء دولة الفرس حين ولى الفضل بن يحيى البرمكي على خراسان وحين استوزر أخاه جعفرا. فقد جند الفضل خمسمائة ألف جندي فارسي, جعل ولاءهم له وأرسل عشرين ألفا منهم إلى بغداد ليعرضهم على الخليفة, فأمر الخليفة بحلهم وحل من جندهم الفضل من أهل خراسان وعزل الفضل.
وكان هذا مما أثار الشك في نفس الرشيد وأسخطه على البرامكة, ثم تأكد من نيتهم حين علم أن جعفر البرمكي أفرج عن يحيى بن عبد الله العلوي, وكان الرشيد قد قبض عليه وأودعه عند جعفر, فأفرج عنه جعفر وزوده بمال, وسهل عليه سبيل الخروج من بغداد .
وكان الوزراء الفرس يتشيعون للعلويين ويعملون على نقل الخلافة إليهم, يؤيد ذلك أن المأمون منح ولاية العهد من بعده إلى علي الرضا ابن موسى الكاظم ثامن الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية وزوجه ابنته, وكان ذلك بمساعي وزيره الفضل بن سهل
كذلك سعى البويهيون إلى نقل الخلافة إليهم عن طريق تزويج بناتهم للخلفاء. ففي سنة 364 زوج عز الدولة البويهي ابنته (شاه زمان) من الخليفة الطائع لله وزوجه من بعده عضد الدولة ابنته الكبرى سنة 369هـ .
وفي سنة 383هـ زوج بهاء الدولة البويهي ابنته سكينة من الخليفة القادر بالله . ولما آلت السلطة إلى السلاجقة زوج طغرلبك زعيم السلاجقة, خديجة خاتون ابنة أخيه داود من الخليفة القائم بأمر الله وطمع طغرلبك نفسه بالخلافة فتقدم إلى الخليفة يطلب الزواج من ابنته, فلم يجرؤ الخليفة على الرفض, وتم العقد على ابنته سنة 454هـ على أن تنتقل إلى زوجها في قصره بمدينة (تبريز), ويموت طغرلبك قبل أن تنتقل الزوجة من بغداد .
وقد أراد السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان أن يتزوج من ابنة الخليفة المقتدي بأمر الله فأرسل إليه القاضي محمد بن عبد الرحمن النسوي سنة 478هـ ليخطبها له من أبيها الخليفة, فلما قدم عليه أخبره بما جاء من أجله, ثم نصحه ألا يفعل, فقبل الخليفة نصحه وأبى تزويجها من السلطان. فطلب السلطان أن يتزوج الخليفة ابنته (ماه ملك) فعقد عليها وتزوجها سنة 480هـ ويشاء الله ألا يتحقق ما كان يؤمل السلطان من هذا الزواج